لك أن تعلم أن كل مجهود تبذله دون خطة واضحة وأهداف محددة قد تكون تبذله بلا معنى وبنسبة 90% لن ترى منه النتائج المرجوة، ولن يختلف الأمر كثيرًا عندما نتحدث عن استراتيجية التسويق بالمحتوى.
عندما تخطط لكتابة محتوى تسويقي أيًا كان نوعه، هدفه، أو جمهوره، يتوجب عليك أن تضع له خطة محمكة واستراتيجية مناسبة تتناسب مع أهدافه.
لذا؛ في هذه المقالة، دعنا ننصحك بسبعة خطوات أساسية لبناء استراتيجية التسويق بالمحتوى (فاستراتيجيات المحتوى متعددة ويختلف عليها المسوقون)، مزايا التسويق بالمحتوى، وما الذي يتوجب عليك الابتعاد عنه في خطتك التالية!
ما هي استراتيجية التسويق بالمحتوى؟
الاستراتيجية هي خطة محكمة، واستراتيجية التسويق بالمحتوى هي ببساطة تخطيط المحتوى التسويقي لجعله جاذبًا للجمهور المستهدف، نجاح الحملات الإعلانية، الترويج للعلامة التجارية، وفي نهاية المطاف زيادة المبيعات.
ولكن هل إنشاء استراتيجية محتوى أمر بالغ التعقيد؟! إن وضعت خطة مناسبة لن يكون الأمر صعبًا! لذا دعنا نشير إليك ببعض النصائح لبناء خطة محتوى تسويقي جيدة:
خطة التسويق بالمحتوى
الأمر ليس عن ترتيب الخطوات بقدر اتباعها، فأنت غير مطالب بتنفيذ الخطوات وفقًا لمنهجية معينة بل بما يفرضه عليك السوق المستهدف وجمهور علامتك وبالطبع أهدافك أنت الخاصة التي تريد تحقيقها، لذا بشكل أساسي هناك 7 خطوات اساسية لوضع استراتيجية التسويق بالمحتوى:
حدد الهدف
بالطبع لن تستطيع تحقيق نتائج لا هدف واضح من ورائها، فزوال السبب يعني زوال النتيجة! لذا أول ما يجب عليك أخذه بعين الاعتبار هو وضع هدف واضح ومحدد لاستراتيجية التسويق بالمحتوى.
ماذا تريد حقًا؟ زيادة في المبيعات بنسبة 40% في أول شهر؟ زيادة حركة المرور لموقعك بنسبة 70% أول 3 شهور؟ تعزيز مرتبة موقعك وضمان وجوده بين نتائج محرك البحث الثلاثة الأولى؟
هل لاحظت شيئًا مشتركًا بين الأمثلة السابقة؟! نعم، كلها محددة بوقت ونسبة أو رقم، وهذا بالضبط ما يمثله الهدف الذكي الذي يجب عليك أن تضعه لحملتك التسويقية.
وببساطة الـ SMART Goal أو ما يعرف بالهدف الذكي هو هدف محدد، قابل للقياس، قابل للتحقيق (كن طموحًا لكن لا تكن خيالي)، ذات صلة، وأخيرًا محدد زمنيًا.
تحليل المنافسين
افترض أنك في حلبة سباق، ألا يجدر بك أن تعرف من هو خصمك وما هي استراتيجيته في اللعب وإلا سيطيح بك؟! هكذا هو الحال في عالم التسويق، يجب عليك معرفة منافسيك خير معرفة لتكتسح السباق!
يهدف هذا التحليل إلى فهم ما يقدمه المنافسون وكيف يمكن التفوق عليهم، ولكن كيف تفعل ذلك؟!
أولاً قم بإنشاء قائمة بالمنافسين الرئيسيين الذين يقدمون خدمات أو منتجات مشابهة لتلك التي تقدمها، من ثم عليك تقييم مدى جودة المحتوى الذي يقدمه المنافسون بل وما هو نوعه؛ هل هو تعليمي، ترفيهي، تسويقي، أو غير ذلك؟ ما هي المواضيع التي يركزون عليها؟
ثانيًا، ما هو الأسلوب المستخدم أو الـ Tone Of Voice لتلك العلامات التجارية؟ هل هو رسمي أو غير رسمي وبسيط؟ بالإضافة لتحديد القنوات والمنصات التي يستخدمونها للترويج لمحتواهم، المدونات، وسائل التواصل الاجتماعي، النشرات البريدية، أو البودكاست؟ أي من هذه القنوات يحقق لهم أكبر قدر من التفاعل؟
وبناءً على كل ذلك، حدد نقاط القوة والضعف في استراتيجية المحتوى الخاصة بالمنافسين أو ما يعرف في لغة الماركتنج بالـ SWOT، والخطوة الأخيرة والتي يقوم بها متخصص تحسين محرك البحث هي استخدام أدوات مثل Google Keyword Planner أو Ahrefs لمعرفة الكلمات المفتاحية التي يستهدفها المنافسون ويتصدرون بها.
حدد جمهورك
تحديد جمهور علامتك التجارية بدقة يساعدك في صياغة محتوى يتوافق مع اهتماماته ويلبي احتياجاته، ويضمن في نهاية الحملة الإعلانية من تحقيق الأهداف المرغوبة وزيادة مبيعاتك وتعزيز الثقة في المنتج أو الخدمة التي تقدمها، وحتى تتمكن من تحقيق ذلك عليك فعل الآتي:
بعد دراسة السوق حدد الفئات المختلفة من المستهلكين أو العملاء المحتملين وذلك من خلال النظر للجمهور الذي يستهدفه المنافسون، وبعد ذلك احرص على جمع البيانات الديموغرافية الخاصة بهم:
- العمر: حدد الفئات العمرية التي تستهدفها حملتك، هل هي موجهة للشباب، الكبار، أو جميع الفئات؟
- الجنس: هل تستهدف الرجال، النساء، أو كلاهما؟
- الموقع الجغرافي: هل تركز حملتك على منطقة بعينها؟
- الدخل: ما هو مستوى الدخل للجمهور المستهدف؟ بمعنى آخر أي طبقة تستهدف!
اختر المحتوى المناسب
يعتمد اختيار نوع المحتوى على أهداف الحملة، والجمهور المستهدف، لذا بعد تحديد أهدافك ومعرفة جمهورك المستهدف جيدًا، عليك أن تختار أي نوع محتوى سيناسب حملتك الإعلانية، وهل يجدر بك أن تستخدم أكثر من نوع أم تكتفي بنوع واحد فقط لضمان نجاحها.
وتتضمن أنواع المحتوى: المقالات والمدونات، الفيديوهات، التصاميم، البودكاست، الكتب الإلكترونية، وبالطبع محتوى منصات التواصل الاجتماعي بكل ما يتضمنه من أشكال ونماذج إعلانية!
اختر القناة المناسبة
هل تستطيع الاتصال بأحد أصدقائك أو أهلك دون هاتف أو أي وسيلة تواصل حديثة أو حتى تقليدية؟! بالطبع لا، الأمر سيان، لا يمكنك إيصال رسالتك لجمهورك بوضوح بدون اختيار قناة مناسبة تعلن فيها عن الخدمة، المنتج، المعلومة، أو السلعة التي تريد الترويج لها.
لكن في الوقت ذاته عليك أن تحدد القناة بناءً على الفئة التي تخاطبها، فبعض المنصات يتردد عليها الشباب أكثر من كبار السن، وبعضها يهم الأطفال أكثر من غيرهم، وهكذا..
اجراء عصف الذهني لأفكار المحتوى
أنت لست آلة، وتخاطب إنسانًا مثلك، لذا وحتى يتوافق محتواك مع نية المستخدمين؛ يجب عليك إجراء عصف ذهني قبل أن تهم بالكتابة، لتحدد اللغة، اللهجة، والطريقة المناسبة لمخاطبتهم، من ثم قم بعملية البحث، وابدأ بالكتابة!
قم بترويج المحتوى الخاص بك
بالطبع لم تفعل كل ذلك هباءً، فمن أهم أهداف التسويق بالمحتوى هي الترويج له، فأنت لم تكتبه لتحتفظ به، أنت كتبته لتخاطب به جمهورك، وتحقق نتائج ملموسة، وأمامك هنا العديد من الخيارات، إما طرق الإعلان المدفوعة أو الطرق غير المدفوعة أو ما يطلق عليها العضوية أو الـ organic.
ختامًا، أهداف التسويق بالمحتوى لن تتحقق إلا باستراتيجية التسويق بالمحتوى المحكمة التي تتناسب مع تلك الأهداف، لذا نتمنى أن نكون قد أفدناك في هذه المقالة قدر الإمكان لبناء خطة محتوى تسويقي عالية الجودة، وفي حال أردت الإطلاع على المزيد من التفاصيل حول هذا الشأن؛ اشترك معنا ونعدك أن يصلك كل ما هو جديد في عالم التسويق.